الأحد، 15 يناير 2012

الثبات في الطريق إلى الله



إن درب الإستقامة ليس درب سهل مليء بالورود والرياحين والظلال إن دربها مليء بالأشواك والإغراءات والتنازلات والتضحيات،والقرب من الله ليس بالأمر الهين اليسير ،والجنة بحاجة إلى مهرٍ ثمين لأنها سلعة الرحمن ؛لذا على المؤمن أن يوقن تمام اليقين بأنه في أبتلاء ،والمحافظ على دينه في هذه الأيام كالقابض على الجمر لايدري هل يقبضه أم يتركه؟! لذا فهو بين خيارين أحلاهما مرّ جداً أشد مرارة من العلقم.
حقيقةً آلمنا جداً أن نرى ونسمع بأن هنالك شباب في عمر الزهور كنا نحسبهم الدعاة القادمون والمصلحون الواعدون لصلاح هذه الأمة ورفعتها يتنازلون عن مبادئهم ودعوتهم أمام أول أمتحان وأبتلاء من الله ،بعد الصدمة الأولى ينهار ذلك الصرح الشامخ القوي الذي يُعتمد عليه ، لا شك ولا ريب بأن هنالك ظروف ولحظات ضعف كلنا مررنا بها جعلتنا نتراجع ولكن التمسك بما هو أغلى ألا وهي الآخرة هنالك دار البقاء هنالك إما النعيم الأبدي أو العذاب الأبدي ،وهذه الدنيا هي مزرعة الآخرة وإن أحسنا هنا الزرع حصدنا الخير الوفير في الآخرة.
ومن أهم العوامل التي تُساهم في أنهيار الشاب المستقيم هي الرفقة السيئة التي تجذب هذا الشاب إلى مستنقع الوحل والرذيلة ،وقد يكون الأهل الذين يدفعون الشاب إلى ترك التدين من خلال التضييق عليه بعدم الأهتمام به وتزيين الكلام له بأنه لازال صغيراً و لابد أن يستمتع بالحياة ،ولعل العامل الأكبر لأنحراف الشاب عن جادة الصواب هم أصحاب الأستقامة حيث يتركونه ويبتعدون عنه وهو بحاجة إليهم بحاجة إلى دعمهم لكي يثبت أمام هذه المحن والإبتلاءات ،إن واجب الدعاة والمصلحين المحافظة على هذا النوع من الشباب ؛لأنهم هم ثروة الأمة القادمة فهم أثمن من النفط والذهب لأن تقدم الأمم يقاس بصلاح شبابها لأنهم عماد النهضة والنصرة لهذه الأمة ،والمحافظة على هذا النوع من الشباب يتأتى من خلال عوامل أهمها : تنظيم لقاءات أخوية تجمعهم أمام الله بأنس الأخوة وحلاوتها وكذلك من خلال تنظيم ورش عمل دعوية يعطى فيها هؤلاء الشباب زمام المبادرة والقيادة لكي يكون لهم دورٌ بارز لكي يحسوا بمسؤوليتهم أتجاه الفرد والمجتمع ومن خلال تنظيم الأعمال الترفيهية كالرحلات الخلوية التي تزيد حبل المودة والمحبة والتآلف متانة وقوة .
وفي النهاية كلنا بشر يعترينا الضعف والتقهقر والتقصير والنقص وأولهم كاتب هذا الموضوع الذي لا يبريء نفسه من تقصيره في جنب الله فكلنا دعاة إلى الخير والرشاد كلٌ حسب موقعه ولا نستطيع أن ننكر دوراً مهما كان حجمه مادام يصب في طاعة الله وحب رسوله .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين؛؛؛