السبت، 9 يونيو 2012

"ضرورة الإصلاح في المجتمع"


لا يصلح المجتمعات شيء مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بغية الإصلاح في المجتمع ؛لأن ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو المحرك الأساسي والحيوي في هذه الحياة ؛لأن الإصلاح هو ملح الحياة فبدون الصلاح لن ترقى أمتنا ولن تتقدم ؛ لأن المعاصي هي من تعطل الفطرة  في الحياة فينتج عن ذلك الركود الفكري والخُلقي في الحياة فيتدمر هذا المجتمع وينهار تدريجياً نحو الهاوية والتعرض لغضب الله وعقوبته والعياذ بالله.
من هذا المنطلق يجب علينا نحن أفراد المجتمع بمختلف أطيافنا أن نأمر بالخير وننهى عن كل ما هو شر لأجل المصلحة العامة ولكي تعود أمتنا ممتطية صهوة النصر والتقدم وفق كتاب الله وسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه ،وذلك تحت مظلة "كلنا  رعاة وكلنا مسؤولون عن رعيتنا " إذاً فكل فرد مسؤول عن أبنائه وعن أخوته وزوجه وكافة أسرته بحكم موقعه في عائلته ،فعليه أن يأمر بالتي هي أحسن بالمودة والكلمة الطيبة لا بالزجر والتعنيف ولا بالقوة ولا بالقسوة ؛لأن ديننا دينُ سماحة و وئام و العنف آخر حلوله كمثال الكي آخر العلاج .
إن التكاتف بين ابناء المجتمع في الإصلاح مطلبٌ أساسي لأن كل فرد هو ركن في خيمة الإصلاح لا يستصغر دوره ابداً لأن القطرة هي سبب الفيضان و الشرارة هي سبب الحريق ،و أهم سلاح يحمله المصلح هو ان يكون قدوة فعّالة يقتدي به كل من يحتاج للإصلاح ففاقد الشيء لا يعطيه و الأمر الآخر الذي يحتاجه المصلح هو الصبر في سبيل إصلاحه فالنتائج تحتاج لأعوام في سبيل الإصلاح .
إن من الظواهر السيئة و الخبيثة التي بدأت تطفو على سطح مجتمعنا و قد أتت بها ثقافات خارجة عن ثقافاتنا ؛ لكي تطمس كل ما هو طيب في شبابنا و من هذه الخبائث هي تناول الأعشاب المسماة " بالتنباك "بمختلف انواعها التي تؤثر على العقل و الدم ليصبح الشاب مدمناً عبداً تحت هذه العشبة الخبيثة و ينتج عنه شاب مشلول فكرياً عاجزاً عن نفع بلدهِ مُحطماً من كل الجوانب كارهاً لدراسته لذلك لا بد من التصدي لهذه الظاهرة المدمرة بالتنبيه لها و عن أخطارها على مستوى المجتمع و الفرد و قد قامت المدارس مشكورة بدورٍ بارز للتنبيه على أخطار هذه الاضرار و تأثيراتها العقلية .
و من الظواهر المؤسفة في مجتمعنا هي إقبال فئة كبيرة من شبابنا على الذهاب إلى البنوك و الإقتراض منها ليدخل في عالم الفوائد الربوية و يكون في حرب مع الله و الكل يعلم بأن هذه الحرب الخاسر فيها هو هذا الإنسان لا ريب و لا شك في هذا فأين قوتك انت أيها العبد أمام الله عزوجل !! نحن نعلم بأن الشباب سبب اندفاعه إلى قروض البنوك هو الزواج أو بناء منزل أو شراء سيارة وكلها أسباب فيها الخير له و لكن هناك حلول أخرى غير البنوك منها : الجمعيات الاهلية أو الاقتراض من الاخوة أو أن يقوم بتجميع مبلغ شهري من راتبه ، أن التعامل بالربا هو أفظع المعاصي التي تهدد مجتمعاتنا الإسلامية و يزيدها فقراً و ذلاً و هوانا و كيف لا ؟! و هو حرب مع ملك الملوك ، و قد يتعرض ما تشتريه بالربا للخراب و الفساد و ربما الحوادث المميتة أو تفكك أسري بسبب الطلاق ؛ لأن الزواج بُني على الربا أو فساد الأبناء أو عدم منفعتهم لوالديهم و لا لأمتهم ، هذه ِ بعض النتائج الحرب مع الله و هي وخيمة لا نتحمل أذاها .
والزنا واللواط من أكبر الظواهر بشعاً عندما تحدثُ في مجتمعنا وإذا أجتمعت مع الربا فقد حل الوبال على القرية ،لأن الله عز وجل قد أمرنا بعدم التقرب إلى فاحشة الزنا وهنا حكمة نستخلصها من النهي ليس عن الوقوع في هذه الفاحشة وإنما عدم التقرب منها لما لها من آثار مدمرة في المجتمع ناهيك عن أختلاط النسب  والأحساس بالخوف وعدم الأمان وأنعدام الثقة بين الناس وأنتشار وكثرة اللقطاء في الأحياء لهو مؤشر وخيم وجب علينا التصدي له ومعالجته بالنصح والتعزير وقد يكون للعمالة الوافدة يدٌ في أنتشار رذيلة الزنا لذا وجب على ولي أمر العامل أن يراقبه بحذر وتفطن ؛لأن فئتهم فئة تنحدر نحو وحل الرذيلة ولا يهمهم حلالٌ وحرام ويتحمل مجتمعنا كثرة هذه الآفة وتتشوه صورة المجتمع من مجتمع محافظ إلى مجتمع منحل شأنه كشأن المجتمعات الغربية.
هذه بعض المشاكل المؤرقة لمجتمعنا الإسلامي والتي وجب تكاتفنا جميعاً في صف واحد متحدين كالبنيان في مواجهة الإنحلال الأخلاقي والذي لابد أن نقضي عليه في مهده قبل أن يكون يافعاً ويتحول إلى وحش كاسر لا يبقي ولا يذر ،وأنا أعلم علم اليقين بأن الصلاح والخير كل الخير فينا وفي مجتمعنا ولكن لكي نكون على يقظة بما يدور تحت الرماد وبعيداً عن ناظر الأهل والناس لكي لانندم على وقوع الفأس على الرأس فتكون ولات ساعة مندم .
والله من وراء القصد،،،