وأنا عائدٌ من العمل في حدود الساعة الخامسة والربع عصرا ،أدرت المذياع لأسمع المذيعة تقول:نستضيف الآن كاتبة ألفت كتاب "مرضي مدرستي" فأبتسمت وظننت بأنه كتاب فكاهي ساخر وقلت في قرارة نفسي :أعتقد بأن مؤلفة الكتاب مشاغبة؛لأن العنوان يقول مرضي مدرستي أي أن المدرسة هي مرضها وبعد السؤال صعقتني إجابتها حيثُ كان الكتاب يحكي قصتها الحزينة حيثُ أن المرض أقعدها عن مواصلة التعليم ،ولكن هذا لم يحبط عزيمتها كانت تتحدثُ بكل ثقة حول مآسيها وبأنها أبتليت بأنواع من الأمراض وكان موت شقيقهاإبتلاء آخر،تحدثت وتحشرج صوتها ولكنها لم تبكي كم أنتي قوية ياريماس!!كم من الرجال سيضعفون في مثل هذه المواقف ياريماس!!ولكن كان صوتك قوياً مثل عزيمتك الصامدة رغم المرض،لم تتحدث عن أمراضها بل تحدثت عن كيفية تأليف كتابها ،حتى أهلها لم تخبرهم بهذا التأليف وعندما سألتها المذيعة من شجعكِ؟ قالت: صديقتي،ولماذا لم تخبري أهلك؟قالت وهي تضحك: أحببت أن أفاجئهم بهذا الشيء.
أصابني الذهول؛لأن ثقتها بنفسها كانت قوية وكبيرة بعثت في روحي شعوراً قويا ً وأندفاعاً لكي أكتب عنها عن فارسة الصعاب،ريماس ذات العشرين خريفا وكيف حولت السلبيات إلى إيجابييات وحولت المحنة إلى منحة ربانية ،أعطتنا درساً قاسيا على قصورنا في التميز في هذه الحياة.
فكم تعللنا بكلمة مشغول وكم تهربنا بحجة لا وقت لدنيا وكلها أعذار فارغة ،حتى إن أردنا قراءة كتاب فستهجم علينا الأعذار جميعها في لحظة واحدة .
حفظك الله ياريماس ورحم الله أخاكِ المتوفي،وأتمنى أن تكملي المشوار نحو الإبداع والتميز.نصـــر بن سعيد المحاربي
الفرفارة/ولاية بدبد
08/10/2013م
7:21 مساءاً
الأربعاء، 9 أكتوبر 2013
الاثنين، 27 مايو 2013
أحترام الوقت
إن تعاليم ديننا القيم تأمرنا دائماً بأن نكون محافظين على مواعيدنا وعلى حركاتنا وسكناتنا بنظام إسلامي صحي يرقى بالنفس البشرية ويسمو بها إلى أعلى المراتب ؛لأنه دين ينمي الفطرة ويسهل لها كل ماهو سوي من أمور هذا الكون.
والوقت شيءٌ ثمينٌ جداً في حياة المرء المسلم،حيثُ أنها كل ثانية من الوقت تقرب الأنسان إلى نهايته وبالتالي الرحيل عن هذه الحياة ،وجدير بأن تستغل كل ثانية للتقرب إلى الله كما قال سماحة شيخنا العلامة بدر الدين أحمد بن حمد الخليلي – حفظه الله – إذ من هنا ندرك بأن كل جزء من الثانية له تأثيرٌ كبير على سير الحياة وبأن كل ثانية هي جديرة بأن تقربنا أو تبعدنا عن الطريق إلى الله لذا وجب علينا أن نحترم الوقت وأن نقدره ،ولأهمية الوقت أشار الله إليه في بداية شيء من السور ومنها والعصر ..والفجر...والليل لهو دليل كبير على منزلة الوقت وأهميته عند الحق سبحانه وتعالى ،وضرورة الإلتزام بمواعيدنا وعدم الإستهتار بها وحساب كل دقيقة بثمنها،أنه مما يؤسف له حقاً أن كثيراً من الناس للأسف تهاونوا في الوقت وهذا شيءٌ سبب في تأخر أمتنا وأنهزامها لأنها سوفت في الوقت ولم تعطيه أهتمامها مما ساهم في إنتكاسة أمة الإسلام وعدم تقدمها.
ومن المؤسف كذلك عندما تبرم موعداً مع أحدهم يتأخر بالساعات غير مبال بك وبأنك تتنظره وتمر الساعات وعند وصوله لا يعتذر عن تأخره عن الموعد إن مثل عدم المبالاة هذه لهي داءٌ عضال أبتليت به أمتنا وجب علينا معالجته بنوع من الحزم كالإتفاق على ساعة محددة وعند عدم حضور الشخص عليك بالإنصراف هذا إن لم يعتذر عن سبب تأخره بإتصال أما شابه لكي تعاقبه بأسلوب غير مباشر ويعي بأن عليه أحترام الوقت وعدم الأستهتار به.
ومن القصص الرائعة في عصرنا الحديث والمعاصر قصة سماحة الشيخ بدر الدين أحمد بن حمد الخليلي – حفظه الله- عندما أتفق مع جماعة على اللقاء في موعد محدد وأثناء أنتظارهم له نمى إلى مسامعهم بأن أحد أقرباء الشيخ الخليلي قد مات فقالوا: بأنه لن يأتي بسبب العزاء وماهي إلا لحظات حتى وصل سماحته لكي يبرهن مدى أحترام الوقت والمواعيد ،وشيخنا القاضي أبو سرور الجامعي – حفظه الله - كان من أستغلاله وأحترامه للوقت أثناء عمله في الزراعة يتأبط كتاباً فيضرب بمنجله الأرض ويفتح الكتاب ليقرأ مسألة حباً للعلم وأحتراماً في أستغلال الوقت،وكذلك شيخنا حمود الصوافي -حفظه الله – حتى في رياضته للمشي يجعل أحد طلبة العلم يقرأ له كتابا لكي ينتفع من كل دقيقة ولا مجال للتسويف للوقت عنده.
إن من أهمل عوامل النهوض بالأمة هي أحترامها للوقت وعدم أستهتارها به، وينبغي أن ينعكس هذا شيء مترجماً في سلوكياتنا نحن المسلمون ونربي الأجيال القادمة على هذا الشيء لكي تنشأ حازمة محترمةً للوقت.
نصر بن سعيد بن حارب المحاربي
الفرفارة- 10 رجب 1434هــ
20 مايو 2013م
الاثنين، 25 مارس 2013
تعميق حب القراءة لدى الناشئة
في مقال سابق وجهت نداء لأمة إقرا لكي تعود إلى حياض القراءة بين صفحات الكتب وأرفف المكتبات ،إلا أنه في واقع الأمر لكي نحقق هذا المطلب وهو العودة إلى القراءة تصادفنا عدة عقبات لا بد منا أن نذيب كل عقبة تقف في تحقيق هذه الغاية والتي ما أن نصل إليها حتى تتغير الأجيال جيل بعد جيل حتى تتنور كل العقول بحب الكتاب المفيد الذي يرسم أنفتاح الذهن وعدم أنغلاقه وحصره في زاوية معينة.
وأنطلاقاً من قاعدة من شب على شيء شاب عليه،علينا أن نعمق حب القراءة لدى شباب المستقبل ألا وهم الناشئة لأنهم مثل العجين تشكلهم بيدك كيف ما تشاء فالبذرة في يدك وأنت عليك غرسها بالإحسان وسقايتها بالتقوى لكي يكون بمشيئة الله من الصالحين المتقين الذي يخدمون أمتهم ،وإن شئت فعلت عكس هذا فتذهب تربيتك وتعبك سدى وستجلب عليك الوبال ، ومن طرق التربية الصحيحة تعويد أبنائك على أقتناء الكتب المفيدة تدريجياً من القصص المصورة الملونة المناسبة للذوق الطفولة إلى الكتب التي تصور البيئة وماعليها من خلائق بأسلوب شيق جميل وهي موسوعات تجعلنا نتأمل في خلق الله فيزيد أرتباط الطفل إيمانياً بخالق ومبدع الكون ومن ثم الكتب المفيدة فقهياً كتلقين الصبيان وغيرها التي تخص الناشئة المؤمنة ،وقبل كل هذه الكتب علينا بكتاب الله "فخيركم من تعلم القرآن وعلمه " كما قال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، من الجميل أيضاً لكي نحبب الناشئة في القراءة هو عمل مسابقات قراءية يحدد ولي الأمر كتاباً معينا ويجري عليه أختبار لكي يتنافس فيه الأبناء على نيل الجائزة المادية والجائزة المعنوية وهي زيادة رصيدهم المعرفي والثقافي في آن واحد.
إن من أهم التحديات التي تعوق علينا تعميق القراءة لدى الناشئة وتجعلنا نخشى فشل هذا المشروع هي الألعاب الإلكترونية التي غزت هذا العصر غزواً فكريا فجعل من الناشئة لا تحب الكتاب أبدا بل وتنفر منه واًصبح الكتاب شيئاً مستغربا ومن يطالع الكتب يعتبر شاذاً غير مرغوب به وغير مساير للتطور حسب مايزعمون وقد طالعت إحدى الرسومات التي تضحك لأنها من شر البلية مجموعة أطفال يمسكون بأيدهم أداة التحكم بالسيارات يطالعون الكتاب ويتسائلون ما هذا الشيء الغريب! ،نعم ضحكت ولكن حزناً وأسفاً بأن يصل مستوانا هكذا بأن يكون الكتاب نكرة الكل يصد عنه وأصبح الغبار غلافه وتسكن فيه الحشرات .
من هنا أوجه ندائي لكل ولي أمر لا بأس بأن تشتري لأبنائك الهواتف الذكية والألعاب المتطورة ولكن لابد أن ترفده ببعض الكتب التي تغذي فكره وتنير دربه ،عليك ياولي الأمر بأن تنظم وقت اللعب له فإن قضاء كل الوقت في مواجهة شاشة الحاسوب أو الهاتف فيذهب البصر والعقل فعليك بأن تنظم ورشة قراءة منزلية كل خميس مثلاً في كتاب يدار في الجلسة وعلى كل فرد قراءة صفحة واحدة ،وعليك أن تراعي التدرج في أنتقاء الكتب حسب الفهم والفكر لأن لكل سن طاقة أستيعابية لاتزيد ولا تنقص .
إن القراءة هي التي تقيس ثقافة الشعوب فالشعب الذي يتثقف ينفع نفسه وأمته والأجيال القادمة ،القراءة ثروة لا تقارن بالنفط ولا الغاز ولا الذهب كلها لا تساوي شيئاً في صحبة كتاب الذي وصف بأنه خير جليس لا ينفر منك ولا يتركك يؤنس وحشتك وتكون في طاعة الله مشتغلاً بمطالعة أمهات الكتب لكي تفلح في الدين والدنيا والآخرة.
*خير جليسٍ في الزمانِ كتابُ*
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)