الاثنين، 25 مارس 2013

تعميق حب القراءة لدى الناشئة

في مقال سابق وجهت نداء لأمة إقرا لكي تعود إلى حياض القراءة بين صفحات الكتب وأرفف المكتبات ،إلا أنه في واقع الأمر لكي نحقق هذا المطلب وهو العودة إلى القراءة تصادفنا عدة عقبات لا بد منا أن نذيب كل عقبة تقف في تحقيق هذه الغاية والتي ما أن نصل إليها حتى تتغير الأجيال جيل بعد جيل حتى تتنور كل العقول بحب الكتاب المفيد الذي يرسم أنفتاح الذهن وعدم أنغلاقه وحصره في زاوية معينة.
وأنطلاقاً من قاعدة من شب على شيء شاب عليه،علينا أن نعمق حب القراءة لدى شباب المستقبل ألا وهم الناشئة لأنهم مثل العجين تشكلهم بيدك كيف ما تشاء فالبذرة في يدك وأنت عليك غرسها بالإحسان وسقايتها بالتقوى لكي يكون بمشيئة الله من الصالحين المتقين الذي يخدمون أمتهم ،وإن شئت فعلت عكس هذا فتذهب تربيتك وتعبك سدى وستجلب عليك الوبال ، ومن طرق التربية الصحيحة تعويد أبنائك على أقتناء الكتب المفيدة تدريجياً من القصص المصورة الملونة المناسبة للذوق الطفولة إلى الكتب التي تصور البيئة وماعليها من خلائق بأسلوب شيق جميل وهي موسوعات تجعلنا نتأمل في خلق الله فيزيد أرتباط الطفل إيمانياً بخالق ومبدع الكون ومن ثم الكتب المفيدة فقهياً كتلقين الصبيان وغيرها التي تخص الناشئة المؤمنة ،وقبل كل هذه الكتب علينا بكتاب الله "فخيركم من تعلم القرآن وعلمه " كما قال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، من الجميل أيضاً لكي نحبب الناشئة في القراءة هو عمل مسابقات قراءية يحدد ولي الأمر كتاباً معينا ويجري عليه أختبار لكي يتنافس فيه الأبناء على نيل الجائزة المادية والجائزة المعنوية وهي زيادة رصيدهم المعرفي والثقافي في آن واحد.
إن من أهم التحديات التي تعوق علينا تعميق القراءة لدى الناشئة وتجعلنا نخشى فشل هذا المشروع هي الألعاب الإلكترونية التي غزت هذا العصر غزواً فكريا فجعل من الناشئة لا تحب الكتاب أبدا بل وتنفر منه واًصبح الكتاب شيئاً مستغربا ومن يطالع الكتب يعتبر شاذاً غير مرغوب به وغير مساير للتطور حسب مايزعمون وقد طالعت إحدى الرسومات التي تضحك لأنها من شر البلية مجموعة أطفال يمسكون بأيدهم أداة التحكم بالسيارات يطالعون الكتاب ويتسائلون ما هذا الشيء الغريب! ،نعم ضحكت ولكن حزناً وأسفاً بأن يصل مستوانا هكذا بأن يكون الكتاب نكرة الكل يصد عنه وأصبح الغبار غلافه وتسكن فيه الحشرات .
من هنا أوجه ندائي لكل ولي أمر لا بأس بأن تشتري لأبنائك الهواتف الذكية والألعاب المتطورة ولكن لابد أن ترفده ببعض الكتب التي تغذي فكره وتنير دربه ،عليك ياولي الأمر بأن تنظم وقت اللعب له فإن قضاء كل الوقت في مواجهة شاشة الحاسوب أو الهاتف فيذهب البصر والعقل فعليك بأن تنظم ورشة قراءة منزلية كل خميس مثلاً في كتاب يدار في الجلسة وعلى كل فرد قراءة صفحة واحدة ،وعليك أن تراعي التدرج في أنتقاء الكتب حسب الفهم والفكر لأن لكل سن طاقة أستيعابية لاتزيد ولا تنقص .
إن القراءة هي التي تقيس ثقافة الشعوب فالشعب الذي يتثقف ينفع نفسه وأمته والأجيال القادمة ،القراءة ثروة لا تقارن بالنفط ولا الغاز ولا الذهب كلها لا تساوي شيئاً في صحبة كتاب الذي وصف بأنه خير جليس لا ينفر منك ولا يتركك يؤنس وحشتك وتكون في طاعة الله مشتغلاً بمطالعة أمهات الكتب لكي تفلح في الدين والدنيا والآخرة.

*خير جليسٍ في الزمانِ كتابُ*