الاثنين، 27 مايو 2013

أحترام الوقت


إن تعاليم ديننا القيم تأمرنا دائماً بأن نكون محافظين على مواعيدنا وعلى حركاتنا وسكناتنا بنظام إسلامي صحي يرقى بالنفس البشرية ويسمو بها إلى أعلى المراتب ؛لأنه دين ينمي الفطرة ويسهل لها كل ماهو سوي من أمور هذا الكون.
والوقت شيءٌ ثمينٌ جداً في حياة المرء المسلم،حيثُ أنها كل ثانية من الوقت تقرب الأنسان إلى نهايته وبالتالي الرحيل عن هذه الحياة ،وجدير بأن تستغل كل ثانية للتقرب إلى الله كما قال سماحة شيخنا العلامة بدر الدين أحمد بن حمد الخليلي – حفظه الله – إذ من هنا ندرك بأن كل جزء من الثانية له تأثيرٌ كبير على سير الحياة وبأن كل ثانية هي جديرة بأن تقربنا أو تبعدنا عن الطريق إلى الله لذا وجب علينا أن نحترم الوقت وأن نقدره ،ولأهمية الوقت أشار الله إليه في بداية شيء من السور ومنها والعصر ..والفجر...والليل لهو دليل كبير على منزلة الوقت وأهميته عند الحق سبحانه وتعالى ،وضرورة الإلتزام بمواعيدنا وعدم الإستهتار بها وحساب كل دقيقة بثمنها،أنه مما يؤسف له حقاً أن كثيراً من الناس للأسف تهاونوا في الوقت وهذا شيءٌ سبب في تأخر أمتنا وأنهزامها لأنها سوفت في الوقت ولم تعطيه أهتمامها مما ساهم في إنتكاسة أمة الإسلام وعدم تقدمها.
ومن المؤسف كذلك عندما تبرم موعداً مع أحدهم يتأخر بالساعات غير مبال بك وبأنك تتنظره وتمر الساعات وعند وصوله لا يعتذر عن تأخره عن الموعد إن مثل عدم المبالاة هذه لهي داءٌ عضال أبتليت به أمتنا وجب علينا معالجته بنوع من الحزم كالإتفاق على ساعة محددة وعند عدم حضور الشخص عليك بالإنصراف هذا إن لم يعتذر عن سبب تأخره بإتصال أما شابه لكي تعاقبه بأسلوب غير مباشر ويعي بأن عليه أحترام الوقت وعدم الأستهتار به.
ومن القصص الرائعة في عصرنا الحديث والمعاصر قصة سماحة الشيخ بدر الدين أحمد بن حمد الخليلي – حفظه الله- عندما أتفق مع جماعة على اللقاء في موعد محدد وأثناء أنتظارهم له نمى إلى مسامعهم بأن أحد أقرباء الشيخ الخليلي قد مات فقالوا: بأنه لن يأتي بسبب العزاء وماهي إلا لحظات حتى وصل سماحته لكي يبرهن مدى أحترام الوقت والمواعيد ،وشيخنا القاضي أبو سرور الجامعي – حفظه الله - كان من أستغلاله وأحترامه للوقت أثناء عمله في الزراعة يتأبط كتاباً فيضرب بمنجله الأرض ويفتح الكتاب ليقرأ مسألة حباً للعلم وأحتراماً في أستغلال الوقت،وكذلك شيخنا حمود الصوافي -حفظه الله – حتى في رياضته للمشي يجعل أحد طلبة العلم يقرأ له كتابا لكي ينتفع من كل دقيقة ولا مجال للتسويف للوقت عنده.
إن من أهمل عوامل النهوض بالأمة هي أحترامها للوقت وعدم أستهتارها به، وينبغي أن ينعكس هذا شيء مترجماً في سلوكياتنا نحن المسلمون ونربي الأجيال القادمة على هذا الشيء لكي تنشأ حازمة محترمةً للوقت.

نصر بن سعيد بن حارب المحاربي
الفرفارة- 10 رجب 1434هــ
20 مايو 2013م