السبت، 17 يناير 2015

لهفة أنتظار معرض الكتاب تم نشره بملحق أشرعة http://alwatan.com/details/46173

إن من المبهج ونحن نعيش لهفة انتظار معرض مسقط الدولي للكتاب 2015م، أن نرى في مواقع التواصل الإجتماعي بين الفينة والأخرى أخبارا عن كتب عمانيةٍ قادمة لجيل ٍ شاب عقد العزم على أن تكون له بصمة مرئية في الساحة الثقافية ليس العمانية فقط بل العربية كذلك، ليساهم بشكل فعّال في الحراك الأدبي والثقافي والعلمي للعالم أجمع.
إن الاستعداد الجميل والرائع من قبل الكتّاب للمعرض السنوي للكتاب الذي يشارك فيه كثير من دور النشر الكتب من كل أنحاء العالم يليق بتظاهرة جميلة تجمع مابين الشرق والغرب والشمال والجنوب ينصهرون في بوتقة مسقط الخير والتاريخ والأدب ومنبع الفكر.
إن القراءة هي النبراس التي تهدي الشعوب نحو التقدم وتضيء دروب البشرية لإعمال العقل والفكر وتجعلهم يواصلون عملية إعمار الحضارة وتقدمها نحو الأفضل في مختلف مجالاتها الاقتصادية والسياسية والإجتماعية ، والاحتفاء بالكتاب من خلال معرض سنوي كبير يعدُ تكريماً للكتاب كيف لا ! ونحن أمة أقرأ الذي نزل كتابها بهذا الأمر، وهو بيان كبير لأهمية القراءة.
وهنا لا نتغافل عن دور معارض الكتب المستعملة والتي لها شأن كبير في انتشار الكتاب انتشارا سريعا نظراً لرخص ثمن الكتب مادياً وثبات قيمته العلمية ، ما يجعل من هذه المعارض بيئة خصبةً جداً لشراء الكتب وتسويقها ،ومن الممكن أن تجد كتباً نادرة من خلال معارض الكتب المستعملة وهذا ما وجدته من واقع تجربة شخصية لزيارتي لهذا النوع من المعارض ،كما أن ريعها يذهب أكثره للعمل الخيري ومن يقوم على هذه المعارض يقوم عليها بطريقة تطوعية بحتة وأغلب منظمي هذه المعارض هم طلبة الجامعات.
كذلك رؤية الشباب المتعطش لاقتناء الكتب والبحث عنها في زوايا المعرض هذا مما يوحي بمستقبل ثقافي زاهر للشباب العماني فالكل قد جعل في مخيلته قائمة محددة من الكتب كل حسب مايحب سواء في الجانب الفقهي أو التاريخي أو الأدبي وهذا نوع من العمل المرتب الذي ينتشلك من شراء الكتب بدون دراية وقد لا تقرأ ماتشتريه لأنك في الأساس لم تخطط لهذا الشيء إنما فعلته صدفة، وعلى المرء أن يكون حريصاً على شراء مايقرأه هو ومايحبه ميوله وهنا لابد من التنويع في شراء الكتب من روايات وأشعار وفلسفة وغيرها من الكتب لكي يكون المرء مثقفاً ومدركاً مايدور حوله من متغيرات في هذا العالم المليء بالمفاجآت المستمرة غير المنقطعة.
كما أنني أناشد المسؤولين القائمين على هذا المعرض السنوي بالتدخل لتخفيض الأسعار لكي تكون في متناول أيدي الجميع كما نتمنى أن تكون هناك مراقبة للأسعار بين الحين والآخر.
وللجهات القائمة على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية أحلى تحية وأرقى احترام لما يقومون به من جهد جبار لكي يخرج هذا العرس الثقافي بأحلى وأبهى حلة.
ختاماً الجميع مدعو لحضور المعرض حتى وإن لم تكن من هواة القراءة فربما الفعاليات المصاحبة تجد فيها مبتغاك وكل ماتبحث عنه وحتى للأطفال حضور وفعاليات ترتقي بفكرهم وليكونوا من محبي الكتب منذ نعومة أظفارهم.