الأحد، 5 أبريل 2015

رواية:" ثورة بورا" (تم نشره في ملحق أشرعة ) 5 أبريل2015م

واية ثورة بورا للكاتب العماني خليفة سليمان ،رواية تحكي عن ثورتين ثورة جسدية وثورة سياسية معاً جنباً إلى جنب وهما ثورة الخامس والعشرين من يناير وثورة الجسد ،وتبدأ الرواية برحيل الصديقين سالم وخالد من العاصمة العمانية مسقط إلى العاصمة المصرية القاهرة في عقب ثورات التغيير التي شملت بعض الأقطار العربية بظاهرة ما يسمى (الربيع العربي) وماهو إلا جحيم أو صيف حارق أتى على الأخضر واليابس حسب وجهة نظري القاصرة ،هناك في كازينو بورا بورا يلتقي خالد بلوسي والذي أعجب بها كما التقى بعمر ومنّة وهؤلاء شباب ساهموا في الحراكات السياسية هناك في مصر أي في ثورة الخامس والعشرين من يناير ،برغم الأفكار التي يحملوها التي تميل إلى التحرر والانفلات من العادات والتقاليد والقيم التي يدعو لها المجتمع العربي وهناك أيضاً أحمد الذي كان من ضمنهم وهو شقيق منّة تحول إلى التيار السلفي المتشدد وكان سابقاً عشيقاً للوسي وافترق عنها بعد تحوله للتيار السلفي وأصبح ينعت لوسي بالفاسقة الفاجرة وحاول مراراً وتكراراً أن يمنع أخته من العمل في الكازينو لكنه فشل في ذلك وهربت من بيتها إلى الى بيت لوسي ،وحنان تلك التي مات أبوها وهي صغيرة وتزوجت أمها من رجل ثاني واغتصبها ورماها في الشارع ،سالم صديق خالد الغارق في عالم أخبار الثورة حتى أذنيه والمتابع لها بكل اهتمام ليس مايحدث في سوريا فقط حتى في ليبيا وسوريا وتونس يتابع الأخبار من مواقع التواصل الإجتماعي تارة ومن الصحف الإلكترونية والورقية تارةً أخرى عن مسيرة هذا الحراك الذي غير الكثير من ملامح الوطن العربي سقط رؤساء وجاء رؤساء آخرون ،بينما سالم يفكر في الثورة السياسية ومصير هذه الثورات ويتجادل مع خالد حول مصيرها كان خالد يصارع فكره حول التخلص من قيود الحلال والحرام يحاول التقرب من لوسي أكثر وأكثر يحاول أن ينتصر في ثورته وإن كان انتصاراً نحو الحرام نحو التخلص من أوامر الدين وقيود الأخلاق والمجتمع ،يلتقي سالم بحنان التي سبق التعريف بها التي تتحدث وهي ثملة عن الثورة والسياسة بكل رقي وثقافة بالرغم أنها في قمة الثمالة فكيف وهي بكامل وعيها!! لابد أنها ستكون منظرة وفيلسوفة السياسة ،لوسي تعاني من مرارة ترك أحمد لها بعد أن أعتدى على جسدها أصبح ينعتها بالفاجرة والفاسقة أخبرته ذات يوم باستعدادها للتحول إلى السلفية فصدمها بأنه لايثق بها وهي من وثقت به وسلمت له أغلى ماتملك !! ومن جهة أخرى لوسي هي من تعتني بأمها المريضة وتقدم لها المأوى والدواء والغذاء لذا تقبلت خالد ورأت فيه ما لم تره في أحمد رأت فيه النجاة من تحطيم أحمد لها لذأ سلمت جسدها لخالد وكأنها لم تتعلم الدرس ،في الرواية تبدو شخصية سالم متمسك بالأخلاق والقيم لا نية له بالثورة عليها لذا هو عكس خالد لهذا كان رباناً ماهراً لخالد يوجهه نحو الشيء الصحيح وينهاه عن الأخطاء التي يرتكبها في ثورته النفسية،عمر هو الآخر كان ملاحقاً من قبل أحمد لأنه يحب منّة التي هي شقيقة أحمد والذي حاول عدة مرات أن يقتل عمر بسبب جرأته على أخته ،كانت هناك جولات سياحية للصديقين خالد وسالم في الأهرام والنيل والأحياء الشعبية وأكل الفول والطعمية والكشري والشاي الكشري الذي يتمتعان بطعمه، السياحة هي بمثابة تصفية الذهن من الثورتين!
فرحا خالد وسالم جداً بانتصار الثورة السياسية وخلع الرئيس السابق والاعلان عن موعد الانتخابات فرح يعم مصر كلها حتى سائقي الأجرة يقولون نتنفس حرية ونشرب حرية نعم حرية لكنها لم تكن بالمجان سفكت فيها دماء ومات فيها الكثير ممن حملوا على كاهلهم هم الثورة وحرية الشعب ،يعلن عن المترشحين يتم إقصاء مترشحين حسب الدستور هنا تكمن الديمقراطية الصحيحة لا أحد فوق القانون،وينتصر خالد في ثورته بالرغم أنه انتصار في الحرام برمي نفسه في مستنقع الرذيلة قبل يوم واحد من سفره يعلن انتصاره وفوزه بجسد لوسي كان انتصار الوداع إذ يختتم الكاتب الرواية بمشهد الوداع المحزن بين لوسي وخالد على أرضية المطار ويزيد المشهد حزناً خبر اختفاء منة وعمر هل تم تصفيتهم من قبل أحمد!!
أما نهاية ماخطه الراوي هي تساؤلات مباحة وصحيحة هل كل ثورة صحيحة؟ وهل نتائج كل ثورات جيدة ؟؟ هنا الاجابة ليست كل الثورات صحيحة وليس كل ثورة نتائجها جيدة والتاريخ وهذه الرواية هم الشهود على إجابتي .
نصر بن سعيد المحاربي
alfrfarh@hotmail.com
http://alwatan.com/details/55311