الاثنين، 1 يونيو 2015

رمضان فرصةٌ ذهبية!!

رمضان فرصةٌ ذهبية!!
بعد أيام قلائل سيطل علينا شهر الغفران والرحمة والعتق من النيران،شهرٌ فيه ليلة ميزّها الله عن باقي الليالي في العام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،شهرٌ قلنا عنه ولا زلنا بأنه ضيفٌ خفيف ما أن يطل حتى نراه مودعاً ،فيه تضاعف الحسنات والصلوات والنوافل في أجرها شهرٌ كريم له أجواءٌ روحانية لا تجدها في غيره.
مما يجدر بالإنسان أن يستعد له تمام الإستعداد ليس مادياً بشراء كل أصناف الطعام مما في السوق وتكبد الخسائر من أجل أن تنتفخ المعدة، لا إنما أستعداد روحي ونفسي بمعاهدة الله بترك كل معصية وكل فحش يبطل الصيام لا لأجل رمضان وحسب إنما من أجل كل الحياة ،رمضان فرصة للتغيير النفس وفرصة للإرتقاء بالروح وتصفيتها من كل شوائب السيئات والفواحش والفتن ماظهر منها وما بطن كما أن الصلح مع النفس أولاَ ومع من أسأت إليهم أو هم من قاموا بالإساءة لك بتصفية النية وإيجاد العذر لهم وتجنب كل خلاف يسبب القطيعة .
كما علينا أن نوقف النكات التي تسخر من قدوم شهر رمضان والتي قرأنها في وسائل التواصل الإجتماعي من فيس بوك وتويتر و واتساب وإلى ما هنالك من وسائل للتواصل التي لابد من تسخيرها في خدمة الدين الحنيف ببث الوعي والتنبيه للأخطاء التي قد يقع فيها المسلم ونشر الأذكار والفضائل من الكلام والعبر والمواقف،إن السخرية بالنكات من موسم رمضان في الواتساب خصوصاً له أثرٌ سيءٌ في نفوس الناشئة الذين يقرأون هذه النكات حيثُ تنزل مكانة رمضان القدسية و الروحية في النفوس وتفقد فريضة الصوم مكانتها في نفوس الجيل القادم وهي فريضةٌ عظيمة لذا وجب علينا التنبيه حول هذه القضية والوقوف ضدها والتنبيه عليها .
أما ظاهرة أمتلاء المساجد بالمصلين في رمضان علينا أن نشجع عليها وإن كنا نعلم أنهم لم يستمروا الى نهاية الشهر الفضيل فعلينا أن نجند الكلمة الطيبة في مثل هؤلاء ؛لأن الخير في هذه الأمة إلى أن تقوم الساعة ،فالسخرية من هؤلاء قد تحبطهم ويرفضوا الصلاة ويقاطعوها في جماعة ولكن إن أخذنا بأيديهم نحو الخير سيقومون بالمواظبة على الصلاة وعدم تركها في كل أيام السنة .
أما ظاهرة التسوق بإسراف فهي ظاهرة غير محبذة لأستقبال شهر الخير والكرم فعلى الإنسان أن يأخذ بقدر حاجته وعلى الراعي أن يوعي رعيته بأن هذا الشهر ليس شهر أكلات وطبخات ومقبلات بل شهر طاعات وعبادات وصدقات ،وليس من واجب المرأة دخول المطبخ من الظهيرة إلى المغرب كلا بل عليها طبخ قدر الحاجة للغذاء والبعد كل البعد عن الإسراف والدهون التي لها أضرارها على الجسم عامة بلى على رب الأسرة أن يكثر من الخضار والفواكه في المائدة بدل المعجنات والمقالي لما في الفواكه والخضروات من فوائد تعود للجسم وتنمي بنيته وتقوي مناعته ضد كل الأمراض بمشيئة الله وهنا لا مانع من عمل الاكلات وانما تكون بحساب بدون أفراط ولا تفريط ولا أسراف ولا تقتير والبعد كل البعد عن الدهون وكثرة الدسم كما أن الرياضة رائعة وخاصة رياضة المشيء لكي يقوم الجسم بحرق السعرات الحرارية بدل أن يحولها إلى شحوم تزيد الوزن.

على المسلم أن يكون في هذا الشهر يراعي حرمات الله في كل حركاته وسكناته يعيش بذكر الله ،وعلينا أن ألا نجعل من الشهر الكريم شهراً للكسل والخمول وأن يكون ليله ونهاره في طاعة الله ،إن من المؤسف رؤية الشباب ينامون النهار كله وقد تفوتهم الصلوات وهم صائمون وفي الليل تراهم يقضونه سهراً وربما في غير طاعة الله عز وجل وبدون أستغلال ناهيك عن مشاهدة الأفلام التي تمحي أجر صيام النهار ويكون لا حظ لهم في صيامهم إلا الجوع والعطش،لذا فلنحسن أستغلال رمضان خير أستغلال لأنه فرصةٌ ذهبية وقد لا نلقاه في العام القادم ،اللهم بلغنا رمضان ونحن وأحبابنا بخير وصحة وعافية ..اللهم آمين.