السبت، 25 فبراير 2012

عيد العهر العلني!!



أتأسف جداً على حال أمة الإسلام عندما تقلد التقليد الأعمى في كل حركاتها وسكناتها حتى في الهواء الذي تستنشقه،في كل خطوة تخطوها تقلد فقط وقد أنسلخت من كيانها وهويتها ومكانتها التي وصفت في الكتاب العزيز بأنها كانت خير أمة ،فأصبح المسلمون لا هم لهم إلا التقليد الأعمى المسوم من قبل الغرب الذي شن الحرب الإعلامية والنفسية على أمة الإسلام مما ولّد الفكر الإنهزامي في معظم أبناء الأمة الإسلامية لكي يتحولوا إلى دمى يتم السيطرة عليهم بكل سهولة ويسر بواسطة الإعلام المظل.
حقيقةً يحز في نفسي أن يحتفل المسلمون بأعياد كعيد الحب "الفالانتاين" وهي أعياد ما أنزل الله بها من سلطان لا تمت لنا ولا لعاداتنا بأية صلة هي دخيلة بكل معنى الكلمة وبكل القواميس الكونية.
مما يزيد النفس حسرة تسابق الشباب المسلم إلى التجهز لهذا اليوم من خلال الهدايا الحمراء والورد الحمراء والملابس الحمراء كرمز لهذا الحب العاهر والسقوط إلى حضيض القاع الذي يوغر في صدورنا حب كل الزيف الغربي الشحيح من كل معاني الخير والسعادة ورفعة أمتنا ،ومما يزيد الروح تألما هو التنافس من قبل المحلات لمنح عروض تخص هذه العادة البذيئة حيثُ تُخفض الأسعار مساندةً لرواج هذه العادة وأما الفنادق والمنتجعات فقد بسطت أحضانها لأحتضان هذا العهر العلني القبيح ونادت إحدى المحطات الإذاعية لتعلن عن هذه العروض المجانية ببوقها الإعلامي ممجده لهذه الخزعبلات المموهة والمشوهة لنا.
إن الحب في الإسلام ليس بالحرام أبدا فهناك حب الله ورسوله وحب الوالدين وحب الازواج والأبناء ،والإسلام دعى للحب وأوجده لنا الله في نفوسنا فطرة الحب ولكن لم يحكره ليوم واحد ولا للون واحد بل جعل أيامنا كلها رحمة ومودة وحب .
آن أن يستيقظ شباب الإسلام من سباته العميق ويتسلح بالفكر الرشيد ويذر هذا الفكر السقيم الذي خلق له في نفسه روح الإنهزامية ودمر روحه وجعله دميةً يقلد،آن ياشباب الإسلام أن نستمسك بتعاليم ديننا وأن نحافظ على آصائل عاداتنا و تقالدينا الداعية إلى الخير والرشاد والعزة والكرامة ،إن الأمة تنتظر منكم الكثير فأنتم ثروتها وأملها في العودة إلى سدة العزة والقيادة لهذا العالم أجمع وما ذلك على الله بعزيز.


29 ربيع الأول 1433 هــ
22 فبراير 2012
م