السبت، 23 ديسمبر 2023

الوالد علي بن حمود المحاربي فقيد الفرفارة (عمود المسجد ومحرابه!)

 


الوالد علي بن حمود المحاربي  فقيد الفرفارة (عمود المسجد ومحرابه!)

 

بقلم : نصر بن سعيد المحاربي

لا يكاد يمر يوم بدون سماع خبر وفاة بين الفينة والأخرى، قد لا تؤثر تلك الأخبار القادمة  لأن أمر الله مطاع لا اعتراض عليه ولأن لاشك بأننا مؤمنون بقضاء الله وقدره وهذه سنته في كونه ولأنها لو دامت لك ما وصلت لغيرك ولكن الفرق بين رحيل وآخر هو ثقل الشخصية و أثرها في المجتمع وماذا عملت في دنياها و ماذا قدمت لآخرتها وما هو مقياس صلاحها وتنصيبها كقدوة في المجتمع بسبب السلوك الطيب والدعوة الصامتة من خلال أخلاقها وتأدبها مع الله بل والزهد في هذه الدنيا والانصراف لتعمير الحياة الآخرة التي فيها الخلود الأبدي السرمدي وهي التجارة مع الله وهي لاشك  ولا جدال بأنها الرابحة إذا ما وجدت ولامست التقوى و هو مراقبة الله في السر والعلن و لا نزكي على الله من أحد.

بتاريخ العشرين من ديسمبر 2023 م وفي الساعة العاشرة والنصف مساءاً فجعت قرية الفرفارة برحيل إحدى رجالاتها الأفذاذ والتي دائماً ما كانت له الكلمة الطيبة والأثر الجميل بكل قضايا القرية أنه الوالد علي بن حمود المحاربي رحمه الله رحمة واسعه، ولن نبالغ أذا أسميته عمود المسجد ومحرابه من البقية المتبقية من السلف الصالح قولاً وفعلا هذا ما شهدت عليه بنفسي وأنا أبن ثمان وثلاثين ربيعا شاهدته منذ طفولتي لاتفوته صلاة جماعة ولم أسمع منه إلا طيب الكلام والالتزام بعمل الخيرات متجنبا كل ما هو دون ذلك ساعياً الى الخير وتقريب الشمل ويشهد على ذلك -بإذن الله- مصحفه ومرفعه وكرسيه في المسجد رأيته بأم عيني والناس تغادر المسجد بعد الفريضة وهو يسرع الى مصحفه متلهفاً له ،قليل الكلام مبتسم المحيا دائماً ذو مشورة طيبة يبديها كلما دعت الحاجة إليها لأنها سقيت بماء الخبرة وحوادث السنين و أثرها على نفسه كما أخبرني أحد الأخوة بأنه يقيم الليل في المسجد البلد قبل الفجر حسبما رآه بنفسه، زاهد في الحياة لا يرتدي إلا البياض لبسه البسيط دليل القناعه والرضى، أما في عمله و دوره الاجتماعي فحدث ولا حرج من مشاركات اجتماعيه في الأفراح و الأتراح وإصلاح ذات البين واعتنائه بالفلج (فلج الفرفارة) بصفته وكيله شديد الغيرة عليه يعتني به أيما اعتناء فلاح ومزارع نادر يكاد لا يفارق الأرض حراثةً وحصاداً وتنظيما يشهد على ذلك بستانه الذي أعتنى به وحبه للزراعة واضح للعيان والكل يشهد بذلك .

هذا كله غيض من فيض من سيرة الوالد علي المحاربي (أبو حمود) ما كتبته الإ لعاطر ذكره الطيب وتحفيزاً للشباب على السير على خطى الصالحين امتثالا لقول الشافعي :أحب الصالحين ولست منهم .. لعلي أن أنال بهم شفاعه ، ولأننا شهود الله على أرضه لعباده الصالحين لابد أن نخط سيرهم و أن نعض عليها بالنواجذ ونحاول أن نقتدي بهم ونسير على دربهم لنكون خير خلف لخير سلف  .

سيفتقدك المسجد ومصحفك .. سيفتقدك فلج الفرفارة .. وسدرة المحاضرة .. سيفتقدك بستانك ... سيفتقدك الجميع !

 

21 ديسمبر 2023 – بركاء