الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

عمتي....لم ترحلي!


عمتي....لم ترحلي!نعم لم ترحلي ياعمتي الغالية أتعلمين لماذا؟؟ لأنكِ أم الحنان لأنك أم الكل، فكم وكم لي معكِ من ذكريات وكم وكم أدخلتي الفرحة إلى قلبي بسبب طيبة كلامك الهاديء وبشاشة وجهك .... نعم لم ترحلي ففي كل بيت من بيوت عائلتنا زرعتي طيبتك زهرة لا زال شذاها يفوح .لم ترحلي وهل يرحل الطيبون كلا بل تظل طيبتهم تكسو المكان حللاً رائعة في زمن كثر فيه الخبث والسيء وقل فيه الطيبة والإحسان والخير ، رحلتي بهدوء تام جداً ولكن جثمانك الذي رحل أما روحك فقد بقيت بيننا تخفف عنا كرب الزمان وضيق الحالة والحرمان .كنت كل صباح أسمع صوتك ويالفرحتي عندما تقدمين إلى بيتنا فالكل يرتاح بمجرد سماع صوتك أي ياعمتي الكل يفرح ويرتاح ويعلو البُشر وجهه ، أتذكر عندما تقولي لي : (النصيري) تصغيراً لإسمي ، أتذكرك ِ عندما تقولين : يا نصر الم يحن زواجك ؟؟؟! أريد أن أفرح بك . يالله!! كلمات مليئة بالحنان وكأنك تعلمين بأنك سترحلين دون أن أتزوج فأنا آسف ياعمتي ظروفي نعم ظروفي قهرتني وأنا أريد وأنتي تريدين والله يفعل مايريد اللهم لا أعتراض.كنت ِ تحملين في صدرك قلب الطفل الصغير البريء الذي لا يزعل ولا يتذمر ولا يحسد، الشيء الوحيد الذي تعرفينه هو الأبتسامة الناصعة والصفاء كل الصفاء من قلبك .أعذريني..... فلستُ الحزين الوحيد عليكِ عمتاه حتى السماء أبت إلا أن تشاركنا الحزن ،فعند أنتهاء النساء من تكفينك تساقط علينا الرذاذ ياعمتي والله وكأن السماء تبكيك ِمن شدة حبها لك ِ، حتى الغروب في ذالك اليوم تأخر غير عادته بسبب حزنه عليكِ ياعمتي .لم أصدق الخبر وكأنني في حلم الكل يصرخ الكل يبكي لكنني لم أبكي ياعمتي نعم لأنك رحلتي والكل راض ً عنك ِ لم أعرف أحداً كان على خصام معك ِ ،ولم أعلم بأنك قد قاطعتي أحداً ،بل حتى الذي يقاطعك تذهبين لكي تراضيه وتأكلي من بيته لأنك بكل بساطة النقاء على صورة إنسان .رأيتك في المنام قبل أسابيع من وفاتك وقد لبستي أحلى الثياب وأجملها وكأنك عروس وكنت ِ فرحة جداً وعانقتني وقلتي : يانصر أنا سعيدة لقد خرجت من المستشفى وأنا الآن بينكم أستقيظت وأنا مسرور جداً وقلت بأنها رؤيا خير وعسى أن تتحقق ولكن قدّر الله وماشاء فعل فعسى أن تكون بينكم أي في الجنة يارب أكرمها فأنت الكريم.رحلتي عنا والسماء تعطيني الرذاذ لكي يبرد علينا حرارة الجو وعند دفنك تبدل الجو من الحار إلى اللطيف جداً ،ورحلتي عنا في يوم أغر ألا وهو يوم الجمعة ، فعسى أن يكون هذا إكرام من الله لكِ ياغاليتي ، أسأله أن يتجاوز عنك ِ وأن يرحمك ِ ويدخلك ِ جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.اللهم آمين..... اللهم آمين.

السبت، 2 أكتوبر 2010

الأمسية التأبينية للدكتور غازي القصيبي






















نظم موقع الحارة الإلكتروني الثقافي بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء يوم الثلاثاء 28 سبتمبر 2010م أمسية تأبينية للدكتور الأديب غازي القصيبي وذلك بمقر جمعية المرأة العمانية بالقرم في قاعة المحاضرات أدارت الأمسية الأديبة المكرمة الدكتورة سعيدة خاطر أفتتحت الأمسية بدخول أطفال يحملون الشموع وتلاوة الفاتحة على روح الفقيد بعد ذلك ألقى رئيس جمعية الكتاب الدكتور صادق جواد تلتها كلمة موقع الحارة التي ألقاها داؤد الجلنداني وكلمة للدكتور عيسى السليماني وألقت الدكتورة زينب الجميلي من جامعة نزوى كلمة في الفقيد الراحل وألقيت بعض القصائد من ديوان الراحل للأعلامية سهى الرقيشي والجدير بالذكر حضور مستشارة السفارة العراقية وكذلك حضور ثلاثة سفراء لدول عربية والعديد من المثقفين والأدباء فكانت أمسية تأبينية رائعةً جداً جدا .

الدكتور غازي القصيبي يرثي نفسه في قصيدته :"ماذا تريد من السبعين يارجلُ".


ماذا تريدُ من السبعين يا رجلُ؟!
لا أنتَ أنتَ ولا أيامُكَ الأُولُ
..جاءتكَ حاسرةَ الأنياب.. كالحةً..
كأنما هي وجهٌ سلَّهُ الأجلُ ..
أوَّاهُ سيدتي السبعونَ معذرةً ..
إذا التقينا ولم يعصف بي الجذلُ ..
أوَّاهُ سيدتي السبعونَ معذرةً ..
بأي شيءٍ من الأشياءِ نحتفلُ !.
أبِالشباب الذي شابت حدائقهُ ؟.
.أم بالأماني الّتي باليأسِ تشتعلُ؟ ..
أم بالرِّفاق الأحباءِ الأُلى ذهبوا
,وخلَّفوني لعيشٍ أُنسهُ مللُ ؟
تباركَ الله قد شاءت إرادتهُ ..
لي البقاءُ.. فهذا العبدُ ممتثلُ!
معالي الدكتور غازي القصيبي