الجمعة، 27 أغسطس 2010

"سلسلة مقالات رمضانية": 2- هوس الأكل في رمضان.


إن مما لاشك فيه أن الجسم يحتاج إلى الغذاء فبدون الغذاء لا تتوفر الطاقة التي تعين الجسم على بذل النشاط بشكل سلس وسريع ،وفي شهر رمضان يكون الجسم محتاجاً للغذاء لكي يتحمل الصوم طول النهار إذاً فالغذاء مهم جداً جدا وهذا لاجدال فيه .
إلا أن الإنشغال عن أداء فريضة الصوم بسبب طبخ مختلف أصناف الطعام طوال النهار وتكبير المائدة أمر غير محمود إذ أن رمضان ليس شهراً للطبخ وشراء المأكولات وإنما هو شهر للصيام والقيام شهر للإحسان وصلة الرحم شهر الإحساس بجوع الفقراء ليس شهراً للتخمة والشبع فالحبيب المصطفى كان يفطر على رطبات فإن لم يجد فتمرات فإن لم يجد حسى حسوات من الماء وقام إلى الصلاة صلوات ربي وسلامه عليه هنا يعلمنا الحبيب المطفى أن ليس بالشبع وإنما بأداء فريضة الصيام أبتداءً بالسحور وأنتهاءً بالفطور .
وإذا نظرنا إلى أكثر الأكل المعمول في رمضان لتجد بأن أكثره السكريات والدهون فقط لازيادة عليه أبدا ولكثرة الدهون والسكريات مضار وأي مضار فمنها الإصابة بمرض السكري وتصلب الشرايين وأرتفاع الضغط والسمنة المفرطة فالمعدة دار الداء والدواء فأحسن إليها بالطيب من الأكل الخالي من الدهون والنشويات نحن لانقول لاتأكل لا أبدا نقول لك خذ مايلزمك فإن الإكثار مضر جدا.
قد يقول قائل وما هو البديل ؟! أقول لك البديل في الفواكة والتمر والأشياء الطبيعية كالخضار فهي مفيدة للجسم ومغذية له حيث تمده بالفيتامينات الضرورية للجسد كالحديد واليود وتجعل من الجسد نشطاً وحيوياً مما يعينك على الصيام.
إن وقوف النساء من الصبح إلى قبيل المغرب في المطبخ هو ضياع للروحية وقدسية شهر رمضان فرمضان شهر العبادة قيه تضاعف الأجور وترفع إلى الله فمن الجميل أن يعيش المرء في ضل الطاعة أستغلالاً لهذا الشهر الفضيل ،وأنه مما يؤسف له عدم الأنفاق من الطعام المطهو إلا النذر القليل والباقي يؤكل منه قليلاً ويرمى الجزء الأكبر في المزابل والعياذ بالله فالأجدر التصدق بذلك الطعام للفقراء والمساكين بدل رميه فيكون عليك ذنبا من الأسراف وعدم والإنفاق .

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

سلسلة مقالات رمضانية : 1- لا للكسل في رمضان.

شهر رمضان شهر الصوم والعبادة شهر الذكر والتقرب إلى الله عز وجل شهرُ يمسك فيه المسلم عن سائر المفطرات المادية والمعنوية ومن أثر الإمساك عن الطعام يتولد للجسم تعب و وهن مما يجعله ضعيفاً لايقدر على أبسط الأمور وقد يكون للسهر طوال الليل – عند بعض الفئات – أثر للتعب والضعف،وهذا التعب والوهن يجعل من المسلم كسولاً في عمله خاملاً في إنتاجه غير ذي فائدة ولكن هذا هو الخطأ فالمسلم لابد أن يكون في رمضان أنشط وأفضل أداءاً عن بقية الشهور وكيف لا وهذا الشهر شهر تضاعف فيه الحسنات وترفع فيه الدرجات.إذاً لا بد أن يكون المسلم نشطاً مبتسماً غير عابس في عمله لأنه في عبادتين فالعمل عبادة والصوم عبادة أخرى فما أجمل أن يغلف هاتين العبادتين بالإبتسامة الصادقة الطيبة وبالليونة في عملة وعدم توقيف المعاملات بل عليه أن يجعل حركة المؤسسة سلسة جداً وأكبر وسام له هي أبتسامة صاحب المعاملة والدعاء لك .وإذا نظرنا وتصفحنا التاريخ الإسلامي سنجد الفعل العجاب من المسلمين في هذا الشهر الفضيل فقد قدموا أرواحهم ودمائهم في سبيل الله وخاضوا غمار المعارك وهم صائمون وشعارهم "ما أجمل أن نلقى الله ونحن صائمون!!" نعم وبعزيمتهم وإصرارهم مع قوة الإيمان تحقق لهم النصر المؤزر على أعدائهم فسجل لهم التاريخ هذه البطولات بمداد من ذهب على صفحات من لجين ليتذكرها التاريخ كل عام ويعيد ذكراها بكل فخر داعياً الأمة للأقتداء بمثل هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين لم يوقفهم أي شيء إلا الشهادة أو النصر.ومن هذه الوقائع هي معركة بدر الكبرى والتي أحداثها الكبيرة ملئت الدنيا لكونها الفرقان والفيصل بين الحق والباطل وهي أول الصدام بين الشرك والإسلام تحقق النصر للمسلمين فيها وأرتفعت راية الإسلام عالية خفاقة تلامس عنان السماء وهي من معارك شهر رمضان المبارك .فتح مكة كذلك وقع في هذا الشهر الفضيل ويسمى كذلك بالفتح الأعظم للمكانة مكة، ومعركة عين جالوت التي أنتصر فيها القائد المسلم قطز على التتار وأوقف المد المغولي في الدولة الإسلامية و أراح العالم الإسلامي من شرورهم بعدما عاثوا في الأرض فسادا ،ومعركة بلاط الشهداء التي أستشهد فيها القائد عبدالرحمن الغافقي بعد معركة ضارية مع القوات الفرنسية وفي العصر الحديث معركة 10 رمضان التي دارت راحها بين القوات المسلمة المصرية وقوات العدو الصهيوني وكانت نتيجتها أنتصار القوات القوات العربية المصرية على العدو الصهيوني وتم تدمير خط بارليف وأسترجاع الأراضي المصرية وغدت سيناء مقبرة للدبابات الصهيانة .أنظر إلى التاريخ المشرف الذي يبرهن بأن رمضان ليس شهراً للنوم والكسل و الدعة بل هو شهر للجهاد والإنتصارات والصبر والإقدام فشمر لتجعل من هذا الشهر شهر تغير وتحول في مسار حياتك وأن تضيف للسجل حياتك المزيد من الإنجازات والنجاح والتقدم في حياتك والإزدهار.

الجمعة، 13 أغسطس 2010

رمضان...فرصة للتغيير

سيطل علينا ضيف خفيف، ضيف طال أنتظاره من قبل الناس كل حسب توجهه البعض أعد له العدة الدنيوية فسارع بشراء المأكولات بأنواعها وأصنافها حلوها ومرها وحول بيته للمخزن ضخم يضم كل هذه الأصناف التي يحتاج لها والتي لايحتاج لها منافساً غيره في أصناف الطعام ولاهم له إلا إشباع بطنه بكل مايشتهيه ولا شك أن هذا الصنف خاسر في الدنيا والآخرة والصنف الآخر الذي أعد العدة لنيل الأجر وجعل من رمضان موسم التقرب إلى الله بالعبادة والذكر وإخلاص النية وصلة الرحم وكثرة الصدقات والتنفل لله عز وجل فأختار أخي أين تكون أنت حسب عقلك ونيتك وفطرتك فلاشك أن الإنسان سيختار الفريق الثاني ولكن هل من مشمر؟؟؟!! لابد أن تعقد النية من الآن وبادر بأن يكون رمضان هذا مختلف عن السنوات الماضية بكل جوانبك ونشاطاتك لابد من التغيير فقد كان معنا أناس في العام الماضي ولن نراهم في هذا العام والسبب هو ريب المنون فسيوف الأجل قد قطعت حبال الأمل بدون طرق الباب مباشرة داهمهم ريب البنون وأقتلعهم من هذه الدنيا أقتلاعا بدون أستأذان فإلى متى ياأخي التسويف؟؟! إلى متى الإعراض؟؟!! أفلا تبادر ؟؟! فرمضان فرصة وفرصة كبيرة جداً لكي نغير أنفسنا .
دع عنك سهرات الليالي الشيطانية وأتجه إلى مناجاة ربك مد يدك لكي نأخذ بها ونضمك إلى حزب الله ودع عنك حزب الشيطان الذي لم ولن ينفعك إذا ُدفنت في التراب وودعك الأحباب وبكى عليك الحبيب ويأس منك الطبيب ووضعت في ضيق اللحود ومزق جسدك الدود فلن ينفعك فلان ولاعلان سينفعك عملك الصالح التي كنت تعمله في هذه الدنيا الفانية فبادر ياأخي الآن قبل فوات الأوان.
وأنت ياولي الأمر راقب أبنك فأنك مسؤول عنه أنظر كيف يقضي ليالي رمضان راقبه كيف يقضي نهاره وياحبذا لو نضمت حلقة ذكر قبل أذان المغرب بساعة تتلون كتاب الله وتتدارسونه فيما بينكم وياحبذا لو قرأتم كتاباً فقهياً فيه خير الدنيا والآخرة ينفعكم في الآخرة ويعينكم في الدنيا على عباداتكم وسلوكياتكم ياحبذا أيها الأب أن تعودهم على صلة الأرحام وحضور الدروس وتعلمهم فعل الخيرات من زكوات وصدقات وبر وإحسان .
وأنت أيها الشاب حض أهلك وساند والديك في أعمال البيت كتجهيز الفطور والمساهمة في ترتيبه ساهم في إحياء الدعوة في البيت بالمحاضرات المسجلة والكتب الدعوية ليس في رمضان ولكن أجعل رمضان بداية للمسيرة الخيره الناصعة لوجه الله عز وجل عزز الجانب الروحي لديك بتلاوة القرآن وكثرة الذكر من أستغفار وتسبيح بادر لعمل المسابقات واللقاءات الدينية الدعوية اللتي تهتم بصلاح المجتمع وطريق الدعوة إلى الله.
وأنتي أيتها الأخت لابد ألا ينحصر دورك في الطبخ والنفخ فقط في رمضان بل عليك أن تصومي نهارك بإخلاص وتقومي الليل في خاشعة لله مساهمة في صلاح أهل البيت بكلمة الطيبة والتوجيه السليم لمن هم صغار في السن فالتربية مسؤوليتك ياأختاه فبادري إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأجل صيانة بيتك.

وختاماً هذا موسم الخير وموسم البركة فالعاقل الفطن هو من أحسن أستغلاله حق الإستغلال والغافل من سوّف فيه وتمنى على الله الأماني فأختر أيهما تريد؟؟؟!