السبت، 8 مارس 2014

(تم نشره في ملحق أشرعة بتاريخ 2/3/2014) "عرسٌ ثقافيٌ آخر"


قدوم المهرجان الثقافي الرائع في عُمان  والذي ينتظره الكثير من المهتمين بالكتاب ألا وهو معرض الكتاب الدولي التي تحتضنه مسقط بأجمل حلة وأبهة جمال شيء رائع جداً خصوصاً لمن ينتظر عناوين ومراجع لها أسمها و وزنها في المحيط الثقافي خليجياً وعربياً ،أبارك لعمان قاطبة هذا العرس الجميل والذي أتمنى أستمراره لأجيال.
من المدهش عند قدوم موعد المعرض نجد الكثير يتساءل عن موعده بالضبط والرائع أيضاً أنتشار روابط في  مواقع التواصل الإجتماعي عن مفتاح البحث عن الكتب الموجودة في المعرض لكي يتأكد الشخص قبل قدومه هل العناوين موجودة أم  لا؟ وهذا يشجع الكثير على أقتناء الكتب ومعرفة الدور التي تعرض هذه الكتب لكي لا يتختلط الأمر على الشخص ويقوم بالتنقل من مكتبة إلى أخرى ويضيع وقته هباءاً في الأنتقال من ركن إلى آخر .
إن ما ألمسه من حماس في بعض الشباب لقدوم موعد معرض الكتاب يثلج الصدر حقيقة ً فمنهم من جهز ميزانية خاصة  أقتطعها من راتبه لكي يقوم بشراء الكتب ومنهم من قام بجرد مكتبته الخاصة لكي لا يكرر ما أشتراه سابقاً وتكون عنده نسخ مكررة ،وقام البعض بتوسعة مكتبته أستقبالاً للمعرض  وللكتب الجديدة التي سيشتريها من المعرض ،إن هذا الحماس ينفي عبارة "أمة إقرأ لا تقرأ" بتاتاً إضافة إلى ذلك رؤية الأعداد الضخمة وهي تزور المعرض يجعلنا قنوعين جداً بأن "أمة إقرأ تقرأ" وخصوصاً مع زيادة الوعي في الشباب العربي نحو أهمية الثقافة والتطلع لما هو أفضل ففي عمان مثلاً نرى الملاحق الثقافية في الصحف يقودها شباب متحمس جداً نحو تجديد الثقافة وتنوعها ونرى أيضاً صالونات التي تفتتح يوم بعد يوم وهي صالونات القراءة  هي مبادرات شبابية بحتة ولكن مع الخبراء المثقفين القدامى يد بيد ،نستشف ولله الحمد  من هذا الأمر بأن الأمة تغير حالها في القراءة من حال حسن إلى أحسن ،ولكن البعض لا يزال ينظر إلينا بأننا أمة تعاف الكتاب ؛ربما لأننا لسنا كالمجتمعات الأوربية نقرأ في محطات القطار أو الباصات أو لحظات أنتظارنا في الدوائر الحكومية أثناء قيامنا بتخليص المعاملات ،ولكننا نقرأ في بيوتنا ومساجدنا ومكتباتنا ،وهذا غير ظاهر للعيان وأنا أعلم بأن المبادرات والصالونات والملاحق الثقافية غير كافية لكي يكون المجتمع كله يقرأ ولابد من عمل دؤوب لكي نرقى بحال الأمة من المبادرات الجميلة التي سمعت بها في عمان سابقاً "كتاب في الحلاق" قامت مجموعة متطوعة بوضع مجموعة كتب في محلات الحلاقة بإحدى مدن مسقط ولا أعلم هل أستمرت هذه المبادرة أم لا! ولكن مبادرة طيبة ورائعة وأيضاً المنتديات الحوارية أبرزت في قسمها الفكري والثقافي زاوية "ماذا تقرأ؟" لكي يستفيد القاريء ويلخص ما قرأه في تلك الزاوية  كما لاحظت في مواقع التواصل الأجتماعي هناك معرف يوفر الكتب ويوصلها إلى من يرغب بها إلى عنوانه من هنا أناشد الوزارت الخدمية من هذا المقال بمبادرة أخرى بأن توفر في صالات المراجعة كتب من مختلف الأصناف والأنواع ما لذ وطاب من الكتب لكي يقضي المراجع وقته مابين دفتي كتاب يستفيد منه وهو بديل رائع لمفارقة الألواح الألكترونية التي غزت وبكل قوة المجتمع العربي فأصبحنا وكأننا عبيد لهذه الألواح نحني لها روؤسنا ليل نهار صبح ومساء، وأقترح بأن تكون مبادرة مكتبة صالة أنتظار المراجعين بالتعاون بين الوزارت الخدمية ووزارة التراث والثقافة بمعنى أن تقوم وزارة التراث بإمداد الوزارت الخدمية بمكتبات عامة تضم مختلف أنواع الكتب  لكي يستفيد المراجع من وقته في الدائرة الحكومية وبتواصل هذه المبادرات يمكننا تحويل الأمة وتغيير فكرها لنجعله راقً جدا جدا وهي محاولات نجحت ولو بشكل غير كامل .

إن الأمة حين تقرأ سوف ترقى فالعلم سلاح قوي جداً ومغير لمجرى الأحداث سياسياً وأقتصاديا ،والطريق الواسع نحو العلم هو الكتاب بعد المدارس والجامعات ويكفينا شرفاً أن أول الآيات نزولاً على المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه هو الأمر بالقراءة إقرأ لكي تسمى أمتنا بأمة إقرأ لهو لقب جدير بالفخر والأعتزاز، نهنيء أنفسنا بعرس ثقافي قادم جدير بمتابعته والوقوف على عتباته لكي ننهل من روائع الكتب أفضلها وأجملها.

ليست هناك تعليقات: