الأحد، 20 يونيو 2010

الحوادث المرورية ألم ....وأمل.

الحوادث المرورية ألم ....وأمل.


نعم الحوادث المرورية ألم وحرمان وضيقة ، فكم من أسرة فقدت أبناً وأباً وأم وأخت من جراء هذه الحوادث المميتة والتي تعدى ضحاياها ضحايا الحروب،نقف صامتين من هول المفاجأة بسبب الإحصائيات التي تطلعنا عليها شرطة عمان السلطانية بين الفينة والأخرى ، نعم نقف مستغربين كيف أنه في أسبوع واحد قتلى بالعشرات ومن بقي على قيد الحياة فهو إما مشلول أو متشوه ، ولا أحد ينكر دور شرطة عمان السلطانية في التوعية المرورية الشاملة وحملتها الكبيرة التي تصدرها شعار "نعم يامولاي للحد من الحوادث المرورية" وهو مقتبس من أقوال قائد المسيرة المفدى – حفظه الله – الذي أوصى بأن تتصدر الحوادث المرورية المجالس والمساجد والمنازل من أجل أن نحد من الحوادث ونجد الحلول ونرفع التوصيات إلى الجهات المختصة بهذا الشأن .

وقبل كل هذا لابد من وقفة مع أولياء الأمور فهم المسؤولون في منازلهم وهم الذين يُسمع كلامهم من قبل الأبناء بأعتبارهم الأباء ومن واجب الأبن طاعة أبيه مادام يأمره في الخير ولمصلحته نقول: له ياولي الأمر قبل أن يبدأ أبنك في تعلم القيادة أجلس معه وقم بتنبيه أبنك بان القيادة ليست مجرد رخصة أو بطاقة فقط وإنما القيادة هي أحترام ومرعاة وأنضباط في كل شيء ،أنصحه وأستخدم منشورات شرطة عمان السلطانية ودعه يرى في صور الحوادث ويقرأ الأحصائيات التي حصدت أرواح شباب في زهرة أعمارهم ،لكي يتكون عنده الوازع المروري المنطلق من القاعدة الإسلامية لا ضرر ولا ضرار ،هي هذه البداية الصحيحة لكل مقبل على القيادة منذ أول خطواته الأولى في سلم القيادة ،ولا يكون النصح بعد حدوث الكارثة ففي تلك اللحظة لا ينفع النصح لأن الفأس وقع في الرأس ولا ينفع الندم ساعتها.

والشباب للأسف هم أكثر الفئات موتاً في الحوادث بسبب أن الأستهتار لا يتبعه إلا الشباب ،فكرّوا في أبنائكم في والديكم في أخوانكم وفي أسركم فهم ينتظرونكم ،قبل أن تستهتر وقبل أن يتملكك شيطان السرعة فكر في من ينتظرك في المنزل فكّر في لهفة أولادك لرجوعك فكر في تلك الإبتسامة التي ملؤها البراءة والأنتظار لوالده الحاني أتريد حرمانهم من رجعتك من حضنك إلى ما لانهاية فكّر في زوجتك التي أنت لها كل شيء في حياتك أنت سترها وأنت حاميها من محن الزمان وتلقباته أتريد أن تتركها وحيدة في هذا العالم أتريد تركها بلا نصير في وجه زوابع الزمن ووحشته ،ألم يرعب عقلك رحيل الشباب ؟؟! ألم تتأثر بهم ؟؟! راجع نفسك قبل فوات الأوان.

ويبقى الأمل بأن نحد من الحوادث المرورية لأننا مؤمنون بأن لدينا شباب واعي لحجم وخطر الحوادث ونتائجها وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع والأمة من الناحية المعنوية والمادية ،ويحدونا الأمل بأن تتوحد جميع المؤسسات في المجتمع لتقف ضد هذه المشكلة التي تؤرقنا جميعاً ونحاول حلها بكل تنظيم ودقة لكي تتلاشى نهائياً ويكون عندنا وعي مروري شامل من أجل مصلحة البلد وأنسياب عجلة التنمية والتطور.


كتبه / نصر بن سعيد المحاربي.

ليست هناك تعليقات: